سلاح المقاومة : مفتاح التفاوض وكرامة الأمة...
في تاريخ الصراعات الدولية، يتشكل ميزان القوى غالبًا بوجود السلاح على الأرض. مقولة المفاوض الأفغاني، "السلاح الذي تطلبون نزعه هو الذي أجلسكم معنا على طاولة التفاوض"، ليست مجرد رد عابر، بل هي خلاصة فلسفة المقاومة.
![]() |
سلاح المقاومة : مفتاح التفاوض وكرامة الأمة. |
تؤكد هذه المقولة أن القوة هي العملة التي يتحدث بها العالم، وأن أي طرف يمتلك القدرة على الدفاع عن نفسه، هو الطرف الذي يُحترم رأيه.
المقاومة الأفغانية والقوات الأمريكية.
عندما غزت الولايات المتحدة أفغانستان، كانت تظن أن قوتها العسكرية الفائقة ستجعل من المقاومة الأفغانية مجرد تحدٍ بسيط. لكن الحقيقة أثبتت أن الإرادة والإصرار يمكن أن يهزما القوة المفرطة.
انسحاب القوات الأمريكية المدوي من أفغانستان، وتركها ترسانة هائلة من الأسلحة، كان إقرارًا بالهزيمة. وعندما طالب ترامب باستعادة تلك الأسلحة، جاء الرد الأفغاني، "تعالَ وخذه إن كنت تستطيع"، ليجسد ذروة الكبرياء والسيادة التي حققتها المقاومة. هذا الرد ليس مجرد تهكم، بل هو تأكيد على أن موازين القوى قد تغيرت.
فلسطين : سلاح المقاومة في مواجهة الاحتلال..
هذا المشهد الأفغاني يتقاطع بشكل كبير مع ما يحدث في فلسطين. فإسرائيل، القوة المحتلة، دائمًا ما تطالب المقاومة الفلسطينية بنزع سلاحها. هذا المطلب ليس سوى محاولة لإبقاء الفلسطينيين تحت رحمة القوة الإسرائيلية، وتحويل أي "دولة" مستقبلية إلى كيان شكلي بلا سيادة حقيقية.
إن نزع سلاح المقاومة يعني نزع القدرة على الدفاع عن النفس، وتحويل الشعب الفلسطيني إلى شعب أعزل يواجه ترسانة عسكرية مدججة.
سلطة بلا سيادة : تصريحات غريبة ومرفوضة..
في ظل هذه المطالب، تخرج علينا بين الحين والآخر تصريحات غريبة من شخصيات غير معروفة تابعة للسلطة الفلسطينية، مثل تصريح وزيرة الخارجية المجهولة التي طالبت المقاومة بتسليم سلاحها.
هذه التصريحات لا تثير سوى السخرية والاستهزاء، خاصةً وأن السلطة نفسها غائبة عن المشهد لسنوات، وتظهر فجأة لتلقي مثل هذه "الطلبات".
هذه المطالب لا تأتي من منطق قوة، بل من منطق تابع يريد إرضاء السيد. إنها تعكس حالة الضعف والارتهان التي تعيشها هذه السلطة.
السلاح : رمز الكرامة ومفتاح التفاوض..
السلاح بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، كما كان بالنسبة للمقاومة الأفغانية، ليس مجرد أداة للحرب، بل هو رمز الكرامة، وضمان السيادة، ومفتاح التفاوض.
من خلال هذا المقال "من كابول إلى غزة : سلاح المقاومة هو الذي يفرض التفاوض". ما قد يجبر إسرائيل على التفكير مليًا قبل أي خطوة عسكرية، وما يمنح المقاومة وزنًا على الساحة الدولية، هو قدرتها على الرد. فكما أجلس السلاح الأفغاني الأمريكان على طاولة التفاوض، فإن سلاح المقاومة الفلسطينية هو الذي سيجبر الاحتلال على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
إن أي دعوة لنزع السلاح في هذه الظروف هي دعوة للاستسلام، والمقاومة الحقيقية لا تستسلم.
رأيك يهمنا, شارك في إرتقاء الموقع...