ما يحدث

وفاة المحامي صلاح الهاشم - خسارة كبيرة للساحة القانونية..

وفاة المحامي صلاح الهاشم...

وفاة المحامي صلاح الهاشم
وفاة المحامي صلاح الهاشم
انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم المحامي صلاح الهاشم، أحد الأسماء اللامعة في مهنة المحاماة، والوجوه المألوفة في الساحة الإعلامية الكويتية والعربية.

 وقد خيّم الحزن على زملائه ومحبيه، الذين عبّروا عن ألمهم الشديد لرحيله، مستذكرين مسيرة حافلة بالعطاء والمواقف المشرفة. لم يكن الخبر مجرد إعلان وفاة لشخصية عامة، بل كان صدمة للجميع، ففارس العدالة وصوت الحق غاب عن الساحة، تاركًا خلفه إرثًا من المبادئ والقيم التي رسخها على مدى سنوات طويلة من العمل الدؤوب والمخلص.

عرف الفقيد بمواقفه الصريحة التي لا تلين، ودفاعه المستميت عن مبادئ العدالة والحق. لم يخشَ يومًا قول كلمة الحق، حتى لو كانت ضد التيار، فكانت قاعاته القانونية ومنصاته الإعلامية منبرًا للعدالة لا يقبل المساومة. 

كان المحامي صلاح الهاشم يؤمن إيمانًا راسخًا بأن المحاماة ليست مجرد مهنة لكسب العيش، بل رسالة نبيلة تهدف إلى حماية الضعفاء، وإحقاق الحق، ومكافحة الظلم. وقد تجلت هذه القناعات في كل قضية تولاها، وفي كل حوار شارك فيه.

إلى جانب حضوره المميز في وسائل الإعلام، حيث لم يكن مجرد محامٍ بل صوتًا قانونيًا واعيًا، أثرى الساحة الحوارية بتحليلاته العميقة وآرائه المتزنة. كان يستطيع تبسيط أعقد المسائل القانونية، وشرحها للمشاهد بأسلوب سلس ومقنع، مما جعله مرجعًا أساسيًا في الشؤون القانونية للمواطنين. 

لم تقتصر مشاركاته على التحليل القانوني الصرف، بل كان يربطها بالسياق الاجتماعي والسياسي، مقدمًا رؤية شاملة تنم عن ثقافة واسعة وفهم عميق للواقع. كان حضوره يضفي قيمة كبيرة على أي برنامج، فكانت كلماته تحمل الثقل والوزن، وتُبنى عليها المواقف والآراء.

وقد نعى العديد من المحامين والناشطين والإعلاميين الراحل بكلمات مؤثرة، معدّدين مناقبه وإنجازاته. أكد زملاء المهنة أن رحيل صلاح الهاشم هو خسارة فادحة للقطاع القانوني في الكويت، فقد كان مصدر إلهام للكثير من المحامين الشباب، الذين رأوا فيه القدوة في الأمانة والاجتهاد. استذكروا كيف كان يقف إلى جانبهم، ويقدم لهم النصح والدعم دون تردد، مؤكدين أن بصماته ستبقى محفورة في ذاكرة من عرفه وتعامل معه.

لم تقتصر إسهاماته على الجانب المهني، فقد كان الهاشم يتمتع بشخصية فريدة جمعت بين الحكمة والتواضع. كان إنسانًا بسيطًا، قريبًا من قلوب الناس، يستمع إلى شكواهم ويشاركهم همومهم. 

رغم شهرته ومكانته، لم يفقد أبدًا إنسانيته، وظل وفيًا لمبادئه وأخلاقه، مما أكسبه احترام ومحبة الجميع. كانت ابتسامته المألوفة وروح الدعابة التي تميزه تجعل منه شخصية محببة لا يمكن نسيانها، حتى لمن لم يلتقِ به شخصيًا.

إن رحيل المحامي صلاح الهاشم يترك فراغًا كبيرًا في الساحة القانونية والإعلامية الكويتية. فمع كل قضية عادلة، وكل تحليل قانوني متزن، وكل كلمة حق كانت تخرج من فمه، كان يضيف لبنة جديدة في صرح العدالة الذي آمن به. إن إرثه ليس فقط في القضايا التي كسبها أو الأحكام التي صدرت لصالحه، بل في القيم التي زرعها، وفي الأجيال التي ألهمها للسير على دربه.

من خلال هذا المقال "وفاة المحامي صلاح الهاشم - خسارة كبيرة للساحة القانونية". إننا وإذ نودع هذه القامة الشامخة، فإننا نؤكد أن ذكراه ستبقى خالدة في قلوبنا، وأن مبادئه ستظل نبراسًا يضيء لنا الطريق. جريدة «الراي» التي آلمها المصاب الجلل، تقدّمت إلى ذوي الفقيد وأحبّائه بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

"إنا لله وإنا إليه راجعون."

المصدر:

تعليقات